السبت، 3 نوفمبر 2012

نظام الصوت المحدود و الصوت الواحد غير المتحول : النظام الانتخابي القديم و الجديد في الكويت




يمكن تقسيم النظم الانتخابية التي تمارسها الديمقراطيات في العالم اليوم تحت أربع فئات عريضة و هي : نظم التعددية الأغلبية , و النظم المختلطة , و نظم التمثيل النسبي , و نظم "أخرى" و تحتوي هذه الفئة الأخيرة على ثلاث أنواع و هي : نظام الصوت المحدود , و نظام الصوت الواحد المتحول , و نظام بوردا الاحصائي. و يقع كلا من النظامين -القديم و الجديد- في الكويت ضمن الفئة الأخيرة[1] و هما : نظام الصوت المحدود Limited vote (LV) -النظام القديم- , و الصوت الواحد غير المتحول Single non transferable vote SNTV) ) الذي أتى به المرسوم الأميري.
و قبل الخوض في التفاصيل أشدد على أن هذه النظم تعمل بوجود أحزاب , و أن الكويت تعد حالة خاصة لممارستها النظام الانتخابي من دون إقرار أحد أهم العناصر المنظمة للعملية الانتخابية  المتمثلة في الأحزاب.

في " نظام الصوت المحدود LV" يتم تقسيم الدولة لمجموعة من الدوائر أو المناطق, و يتم منح الناخب عددا من الأصوات يقل عن عدد الكراسي التي تفرزها الدائرة , و نرى بأن كل هذه الشروط متوفرة في النظام القديم , فالكويت مقسمة لخمسة دوائر , و كل دائرة لها عشرة كراسي , و للناخب أربع أصوات, و يتميز بسهولة التطبيق لأنه لا يتطلب عمليات فرز معقدة , فالمرشحين الذين حصلوا على أعلى عدد من الأصوات هم الفائزون في المقاعد.

 بالنسبة لتطبيقاته العملية نرى بأنه لا يستخدم هذا النظام سوى جبل طارق – هي منطقة حكم ذاتي تابعة للتاج البريطاني و يتشكل البرلمان في جبل طارق من 17 عضو فقط – و أسبانيا. و بالنسبة للتجربة الاسبانية نرى بأن ولادة الديمقراطية  شهدت مخاضا عسيرا, اختلف بسببه تحديد الفترة التي انتقلت فيها الدولة للنظام الديمقراطي , فالبعض يربطه في تنصيب الملك خوان كارلوس في 1975 , و آخرون في وضع دستور 1978 , بينا يقدره البعض في الفترة ما بين 1975 و 1982 -و هو العام الذي هزم فيه حزب " اتحاد الوسط الديمقراطي" - , و في جميع الأحوال نرى بأن الديمقراطية الكويتية أقدم من نظيرتها الاسبانية لأنها ترتبط بدستور 1962 و عليه نستنتج أن التطبيقات العملية لهذا النظام متواضعة.

أما النظام الذي أقر مؤخرا و هو نظام "الصوت الواحد غير المتحول SNTV" فيختلف عن نظام الصوت المحدود في خاصية واحدة فقط و هي كون الصوت الممنوح هو صوت واحد فقط لكل ناخب , و نرى تطبيقات له في عدد من الدول مثل : المجلس الأعلى في اندونيسيا و تايلاند , و جزر البيتكرن و فانواتو , و  هنالك 176 من أصل 225 مقعد في المجلس التشريعي التايواني يستخدم هذا النظام , بالإضافة للأردن و أفغانستان . لكن أشهر استخدام لهذا النظام كان في اليابان منذ عام 1948 إلى عام 1993 , و إن اتفقنا على أن هذه الدول لا تمثل ديمقراطيات عريقة لكنها على الأقل أكثر تنوعا.

و حسب ما خلصت إليه دراسة ( الصوت المحدود و الصوت الواحد غير المتحول : دروس مستخلصة من التجربتين الإسبانية و اليابانية ) – ملاحظة: الدراسة مرفقة في نهاية المقالة-  فإن نظام الصوت الواحد غير المتحول يعطي نتائج نسبية أكثر من نظيره ذو الصوت المحدود و هو ما أيدته ( شبكة المعرفة الإنتخابيةACE  ) إذ أورت عن الصوت المحدود بأنه : "  يميل عادةً لإفراز نتائج أقل نسبية من تلك الناتجة عن نظام الصوت الواحد غير المتحول" , و كلما زاد حجم الدائرة , كلما كانت النتائج أكثر نسبية لمختلف التوجهات الموجودة في الدائرة . كما أن هذا النظام يضغط على الأحزاب و يجبرها على رفع كفاءتها ووضع خطط محكمة لتوزيع الأصوات ما بين مرشحيها بهدف الظفور في أكثر من مقعد في البرلمان.

و من الطبيعي أن يكون لكلا من النظامين سلبياته و إيجابياته ,فالبرغم من أنهما يتشابهان في العديد من النواحي , إلا أن هنالك بعض الإختلافات: فالصوت الواحد غير المتحول يرفع من درجة التمثيل النسبي لكنه في المقابل يزيد من فرص شراء الأصوات , بينما الصوت المحدود قد يصعب عملية شراء الأصوات لكنه لا يلغيها و بالمقابل ينخفض معه درجة التمثيل النسبي. و السؤال الذي يطرح نفسه هو في ظل عدم وجود الكيان السياسي المنظم للعملية السياسية و المتعارف عليه بشكل الأحزاب , و في ظل مجتمع مترف و فيه فئات عديدة و ذات أرقام متقاربة من حيث العدد , ما النظام الانتخابي الأنسب؟ النظام القادر على تقديم نتائج نسبية عادلة لفئات المجتمع و الذي يحافظ على التوازن أو النظام الذي يقلل – و لا يلغي-  من عملية شراء الأصوات؟ 


لتحميل دليل يشرح أنواع النظم الإنتخابية اضغط هنا
تحميل دراسة "الصوت المحدود و الصوت الواحد غير المتحول : دروس مستخلصة من التجربتين الإسبانية و اليابانية " باللغة الانجليزية اضغط هنا





[1] ملاجظة : يرى البعض يصنف هذين الشكلين من النظم الانتخابية  تحت فئة "نظم شبه نسبية"

ليست هناك تعليقات: