الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

برتقالي و أزرق


 


تاريخيا يرتبط اللونين البرتقالي و الأزرق من الناحية السياسية في " الثورة البرتقالية" التي حدثت في أوكرانيا عام 2004 إذ أن اللون الأزرق كان يرمز لمؤيدي الحكومة بينما اللون البرتقالي اتخذ كرمز من قبل الحراك الشعبي , و تميز الحدث بحراك شبابي مع استغلال الإنترنت لشن الحملات الإعلامية المضادة للإعلام الرسمي , و هو الأمر الذي يشبه "إلى حد ما" ما يحدث اليوم في الكويت , فالمظاهرات في أوكرانيا بدأت مع إصدار مرسوم جمهوري بحل البرلمان الأوكراني و الدعوة لانتخابات جديدة مما قوبل بالرفض من زعيم الأغلبية المعارضة في البرلمان لكونه غير دستوري مما أسفر عن بدء سلسلة المظاهرات سميت لاحقا بالثورة البرتقالية, و لقد تم تحقيق مطالب الثوار و أصبح رئيس المعارضة رئيس الدولة لكن من المفارقات المضحكة/المبكية هي أن نفس الرئيس الذي قامت الثورة من أجله رجع للكرسي الرئاسي بواسطة الانتخابات بعد انتهاء فترة حكم رئيس المعارضة !

و في الكويت برز اللونان أيضا ليعبرا عن موقفين تجاه تدخل السلطة التنفيذية لتعديل النظام الانتخابي في الكويت , فما الحجج التي يستند لها كلا الموقفين ؟ و كيف سيتم حل المسألة ؟

اللون البرتقالي :
تتفاوت المطالبات في مصاف "البرتقاليون" ما بين المطالبة بإمارة دستورية و رئيس وزراء شعبي , و ما بين الاعتراض فقط على تدخل السلطة التنفيذية في ما يرونه حق تشريعي خاص في مجلس الأمة , أي أنه اعتراض إجرائي. و يمثل التيار المطالب بإمارة دستورية النائب السابق مسلم البراك و مؤيديه , أما التيار الثاني الذي يضم تنوعا أكبر فتترجمه عدة تجمعات و تنظيمات مثل التحالف الوطني الديمقراطي. وعليه يمكن القول أن الاتفاق ما بين عناصر البرتقاليون هو أقرب لأن يكون التقاء مرحلي على نقطة دقيقة و هي " رفض تدخل السلطة التنفيذية في الأمور التشريعية". أيضا نرى في الصفوف البرتقالية ممثلي لآل صباح مثل : عبدالله سالم الصباح. و حسب التقديرات لعدد المشاركين في "مسيرة الكرامة" فإن أعدادهم تبلغ نحو 150 ألف.
و بشكل عام يرى البرتقاليون أنفسهم على أنهم مداد للحركات التاريخية التي وقفت في وجه السلطة و طالبت بدور أكبر لصالح الشعب , و يقوي موقفهم ظهور بعض القضايا مثل قضية الإيداعات المليونية , و أحداث ديوانية الحربش , و قتل و تعذيب الميموني , و بالرغم من الاختلاف على طريقة التعامل مع هذه القضايا إنما يتفق البرتقاليون على رفض ممارسات السلطة في هذه الأحداث.

اللون الأزرق :
على غرار الصفوف البرتقالية يحمل اللون الأزرق وجهات نظر متعددة لكن في المجمل يرى هذا التيار بأن الأزمات الأخيرة مفتعله و أن هنالك مخططات و أجندة خفية يهدف من ورائها تغيير الوضع الحالي في الكويت, و يستشهد أصحاب هذا التيار في تاريخ حركة الإخوان المسلمين في و رغبتهم في إرساء نظام ثيوقراطي في الوطن العربي , كما يؤكدون على ولائهم لأسرة آل صباح و يرفضون المطالبات برئيس وزراء شعبي . فهم يرون في التدخل الأميري "طوق نجاة" من سلسلة الأزمات التي استمرت على مدى ست سنوات , و يتمسكون بنقطه كون المرسوم الأميري دستوري , و يحتمون بالقانون , و يرون أن الاستقرار من أهم مطالب المرحلة. لذلك سيشارك أصحاب هذا التيار في الانتخابات و سيترشحون. و من ممثليه : نواب سابقين مثل معصومة المبارك و رولا دشتي و شخصيات عامه . و لا يمكن تقدير عدد هؤلاء لكن من أعداد الشخصيات العامة و عدم حصولهم على تأييد التجمعات السياسية الكبرى في البلد يمكن القول أنه لا تبدو أعدادهم كبيرة .

و كأي حراك سياسي فإنه لابد و أن تكون هنالك بعض الآراء التي لا تتماشى مع أي من التيارين الكبيرين , فهؤلاء لهم حسبتهم الخاصة, و يتفقون في بعض الجزئيات مع التيار البرتقالي و يختلفون بأخرى و نفس الشيء ينطبق مع التيار الأزرق , لكنهم في النهاية سيلعبون دورا في ترجيح أحد كفتي اللونين الأزرق و البرتقالي على الأخرى, لأنه إذا اتفقنا على أن عدد البرتقاليون الملتزمون 150 ألف , فهنالك 250 ألف شخص - من أصل 400 ألف شخص يحق له التصويت تقريبا - موزع ما بين اللون الأزرق و المستقلين , و بسبب  تقارب الأرقام فإن المراهنة ستكون على المستقلين لحسم لون المرحلة الحالية : أزرق أم برتقالي؟

ليست هناك تعليقات: