تاريخيا يرتبط
اللونين البرتقالي و الأزرق من الناحية السياسية في " الثورة
البرتقالية" التي حدثت في أوكرانيا عام 2004 إذ أن اللون الأزرق كان يرمز
لمؤيدي الحكومة بينما اللون البرتقالي اتخذ كرمز من قبل الحراك الشعبي , و تميز
الحدث بحراك شبابي مع استغلال الإنترنت لشن الحملات الإعلامية المضادة للإعلام
الرسمي , و هو الأمر الذي يشبه "إلى حد ما" ما يحدث اليوم في الكويت , فالمظاهرات
في أوكرانيا بدأت مع إصدار مرسوم جمهوري بحل البرلمان الأوكراني و الدعوة
لانتخابات جديدة مما قوبل بالرفض من زعيم الأغلبية المعارضة في البرلمان لكونه غير
دستوري مما أسفر عن بدء سلسلة المظاهرات سميت لاحقا بالثورة البرتقالية, و لقد تم
تحقيق مطالب الثوار و أصبح رئيس المعارضة رئيس الدولة لكن من المفارقات المضحكة/المبكية
هي أن نفس الرئيس الذي قامت الثورة من أجله رجع للكرسي الرئاسي بواسطة الانتخابات بعد
انتهاء فترة حكم رئيس المعارضة !
و في الكويت برز اللونان
أيضا ليعبرا عن موقفين تجاه تدخل
السلطة التنفيذية لتعديل النظام الانتخابي في الكويت , فما الحجج التي يستند لها كلا
الموقفين ؟ و كيف سيتم حل المسألة ؟
اللون
البرتقالي :
تتفاوت
المطالبات في مصاف "البرتقاليون" ما بين المطالبة بإمارة دستورية و رئيس
وزراء شعبي , و ما بين الاعتراض فقط على تدخل السلطة التنفيذية في ما يرونه حق
تشريعي خاص في مجلس الأمة , أي أنه اعتراض إجرائي. و يمثل التيار المطالب بإمارة
دستورية النائب السابق مسلم البراك و مؤيديه , أما التيار الثاني الذي يضم تنوعا أكبر
فتترجمه عدة تجمعات و تنظيمات مثل التحالف الوطني الديمقراطي. وعليه يمكن القول أن
الاتفاق ما بين عناصر البرتقاليون هو أقرب لأن يكون التقاء مرحلي على نقطة دقيقة و
هي " رفض تدخل السلطة التنفيذية في الأمور التشريعية". أيضا نرى في الصفوف
البرتقالية ممثلي لآل صباح مثل : عبدالله سالم الصباح. و حسب التقديرات لعدد
المشاركين في "مسيرة الكرامة" فإن أعدادهم تبلغ نحو 150 ألف.
و بشكل عام
يرى البرتقاليون أنفسهم على أنهم مداد للحركات التاريخية التي وقفت في وجه السلطة
و طالبت بدور أكبر لصالح الشعب , و يقوي موقفهم ظهور بعض القضايا مثل قضية
الإيداعات المليونية , و أحداث ديوانية الحربش , و قتل و تعذيب الميموني , و
بالرغم من الاختلاف على طريقة التعامل مع هذه القضايا إنما يتفق البرتقاليون على
رفض ممارسات السلطة في هذه الأحداث.
اللون
الأزرق :
على غرار
الصفوف البرتقالية يحمل اللون الأزرق وجهات نظر متعددة لكن في المجمل يرى هذا
التيار بأن الأزمات الأخيرة مفتعله و أن هنالك مخططات و أجندة خفية يهدف من ورائها
تغيير الوضع الحالي في الكويت, و يستشهد أصحاب هذا التيار في تاريخ حركة الإخوان
المسلمين في و رغبتهم في إرساء نظام ثيوقراطي في الوطن العربي , كما يؤكدون على
ولائهم لأسرة آل صباح و يرفضون المطالبات برئيس وزراء شعبي . فهم يرون في التدخل
الأميري "طوق نجاة" من سلسلة الأزمات التي استمرت على مدى ست سنوات , و
يتمسكون بنقطه كون المرسوم الأميري دستوري , و يحتمون بالقانون , و يرون أن
الاستقرار من أهم مطالب المرحلة. لذلك سيشارك أصحاب هذا التيار في الانتخابات و
سيترشحون. و من ممثليه : نواب سابقين مثل معصومة المبارك و رولا دشتي و شخصيات
عامه . و لا يمكن تقدير عدد هؤلاء لكن من أعداد الشخصيات العامة و عدم حصولهم على
تأييد التجمعات السياسية الكبرى في البلد يمكن القول أنه لا تبدو أعدادهم كبيرة .
و كأي حراك
سياسي فإنه لابد و أن تكون هنالك بعض الآراء التي لا تتماشى مع أي من التيارين
الكبيرين , فهؤلاء لهم حسبتهم الخاصة, و يتفقون في بعض الجزئيات مع التيار البرتقالي
و يختلفون بأخرى و نفس الشيء ينطبق مع التيار الأزرق , لكنهم في النهاية سيلعبون
دورا في ترجيح أحد كفتي اللونين الأزرق و البرتقالي على الأخرى, لأنه إذا اتفقنا
على أن عدد البرتقاليون الملتزمون 150 ألف , فهنالك 250 ألف شخص - من أصل 400 ألف
شخص يحق له التصويت تقريبا - موزع ما بين اللون الأزرق و المستقلين , و بسبب تقارب الأرقام فإن المراهنة ستكون على
المستقلين لحسم لون المرحلة الحالية : أزرق أم برتقالي؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق