الجمعة، 6 نوفمبر 2015

لغة الجسد لدى السياسيين



البعض لا يولي لغة الجسد حقها من حيث الأهمية، ويصرف النظر عنها، بينما في الواقع فإن غالبية البشر يتأثرون بها بالفطره دون ادراك للسبب الذي دفعهم باتجاه معين! فالجسد غير الواعي أصدق من الكلمات الواعية، ومن هنا اكتسبت العيون شهرتها الواسعة على أنها لا تكذب، فكثير من الأحيان نستمع لخطبة أو نقاش ويكون منطق المتحدث سليم بنسبة عالية لكنك وبالرغم من ذلك لا تصوت له أو تشكك في صدقه، وقد تقول : لا أعرف لماذا اتخذت هذا الموقف! لكن على الأرجح فإن أعماقك تعرف الإجابة! قد تكون نظرة إلى أسفل أو لمس للأنف متكرر أو لمس للأذن أو ملاحظة تعرق ..الخ وقد لا يحتاج الانسان إلى تفسير ذلك الشعور الفطري المبهم طالما كان يعمل بشكل جيد كبوصلة للتعامل مع محيطك، ففي العديد من الظروف يكون ذلك كافيا، لكن إن كنت تفكر في أن تصبح سياسيا فإن المسألة ستختلف كليا !!!! فبمجرد أن تدخل هذا العالم ستجد نفسك في محيط ضبابي مليء بالأشواك، ولكي تتجنب "الفناء" عليك أن تستعين بكل قدراتك، الواعية وغير الواعية، وأن تفسر، وتكون يقظا لكل إيماءه يقوم بها نظيرك السياسي، أما لضمان تخطي مرحلة "البقاء على قيد الحياة" ل مرحلة "الفوز في اللعبة السياسية" عليك أن تتقن فن التأثير عبر الجسد! 

السياسة ولغة الجسد

كما ذكرت في أكثر من بوست سابق، فإن السياسة في جوهرها تتمحور حول مصطلح واحد، إلا وهو "القوة"، ومن أشكال القوة : الهيمنة، الردع، النفوذ، التأثير ...إلخ ومن يتصفح الصحف اليومية قد يقرأ هذه الكلمات بشكل شبه يومي، لكن ماذا عن الصور المرفقه معها؟ كيف تقرأ السياسين من أجسادهم؟ من منهم أتقن فن السيطرة على جسده بحيث كل صورة تدعم كل حرف يقوله؟ ومن لازال يتخبط ما بين جسده وكلامه؟ 

أعتقد بأننا في الكويت لدينا ثقافة سياسية نشطة، لذلك أرى من المهم تناول الموضوع وإلقاء الضوء عليه لنعمق إدراكنا، لذلك سأتناول بالصور بعض الإيماءات والإشارات التي يستخدمها السياسيون- بعضها بقصد والأخرى من دون قصد (هفوة)- لكن قبل ذلك أرفق ملاحظتين يرجى أخذها بعين الإعتبار:

1- بعض حركات الجسد يختلف معناها من ثقافة إلى أخرى. 
2- تتفاوت درجة دقة تفسير قراءة الجسد بسبب عوامل أخرى مثل نوع الشخصية والظرف الموضوعي.

 بعد الانتهاء من هذا البوست ستجدون أن قراءة الصحيفة اليومية قد تكون أكثر متعة (قليلا)، وأتمنى أن يتمكن من جعلكم تعيدون النظر في رأيكم في بعض السياسيين، وأن يحفز "بعض السياسيين" على أن "يرفعوا من مستوى أدائهم" :) 


أنا الأقوى .. أنا الذكر المسيطر Alpha male


بشكل عام فإن السياسيون يسعون لأن يرسلوا رسائل للمتلقين على أنهم الأقوى، لذلك يتجه معظمهم لاستخدام لغة جسد " الذكر المسيطر" ، فكما في عالم الحيوان نجد أن الذكر يحاول أن يجعل حجمه أكبر لاثبات القوة - مثلا الطاووس ينفش ريشه - كذلك الانسان ليتحدث بصفة القوي فإنه يفتح ذراعيه، ورجليه ، ويعلي ذقنه، ويشد ظهره -مرفق رقم 1، 2، 3- فبذلك يزيد من حجمه ويرسل رسائل للمتلقي بكونه واثق من نفسه ومن قدراته. ولعل أكثر شخص سياسي يتحدث بهذه الطريقة عبر جسده في الوقت الحالي هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (مرفق ) .

مرفق 1
مرفق 2


مرفق 3


مرفق 4

مرفق 5



مرفق 6

اليد العليا! 

  في عالم السياسة يمكن البحث عن القوة عبر المصافحة! فعندما يتقابل السياسيون ويدعون للتصوير من قبل الصحافة، نجد أن كل منهما يحاول أن يقف على جهة اليسار حتى إن مد يده لمصافحة نظيره تبدو هي اليد العليا في الصورة! -انظر مرفق 7 - وفي حال أن تمكن النظير من الظفر بالجهة اليسرى، فيمكن للطرف الأول أن يتدارك الموقف عن طريق بقية جسمه وهي إيماءة تفيد الصد في عالم السياسة - مرفق رقم 8- ، وإن كان يريد أن تكون رسالته أكثر حدة فيمكنه أن يتبع أسلوب استخدام اليدين في المصافحة - مرفق رقم 9- وهكذا يبدو الشخص الذي على اليمين هو الذي يملك اليد العليا! أما إن كان يرفض بتاتا حصول الطرف الآخر على اليد العيا ولا يهتم إن وصلت الرسالة له بشكل واضح  وعدائي، المرفق رقم 10- يوضح الاجراء الذي قد يتبعه! 

مرفق رقم 7 

مرفق رقم 8

مرفق 9
مرفق رقم 10 


الكذب في لغة الجسد 

في العادة فإن تكرار لمس الأنف، الأذن، الفم، أو تغطية الفم، تعني أن الشخص الذي أمامك يكذب ! وغير صحيح أن الكاذب لا يستطيع التطلع في عين الآخرين، بل على الأرجح فإن عينه ممكن أن تتسمر في عيون المقابل بطريقة غير طبيعية ، أو قد يتنقل بنظراته بطريقة سريعة وعدائية! أيضا فإن الكاذب قد يؤشر بسبابته كثيرا وذلك كتنفيس عن غضبه الداخلي لأنه قد كشف، وأفضل مثال لذلك هو شهادة بيل كلينتون بشأن مونيكا لوينسكي، فالمرفقان 11 و 12 يوضحان تغطية كلينتون لفمه، وملامسة أنفه،و التي يمكن رصد كذبه بوضوخ أكثر في هذا الفيديو (إضغط هنا للانتقال للفيديو) .

مرفق رقم 11

مرفق رقم 12


"العيون نافذة الروح" 

هكذا وصفت العيون من قبل الأدباء والفنانين، وهي بالفعل عالم بحد ذاتها، فإلى جانب قدرتها على التعبير عن الحزن والفرح الشديد بالبكاء، يمكنها إرسال رسائل احتقار أو إعجاب، صد أو دعوة، ترهيب أو ترحيب ...الخ كما أن لكل حركة، ولكل اتجاه في النظرة معنى، فإن كانت النظرات تتجه إلى اليسار فاحتمالات كذب الشخص تزيد* - مرفق رقم 12- كذلك عندما نقوم باقران النظرة بحركة الجفون والحاجبين نحصل على قراءة أكثر تشعبا للشخص - مرفق رقم 13 - .
مرفق رقم 12

مرفق رقم 13


لغة الجسد في الثقافات المختلفة


إن اشارة في ثقافة ما تفسر على أنها احترام وتقدير في ثقافة اخرى، وخير مثال عليه في عالم السياسة ما حدث في كامب ديفد ما بين ياسر عرفات وايهود باراك، فالأغلبية لم تفهم سبب الإصرار على أن يكون آخر من يدخل إلى المكان، لكن ما أن تضع ما حدث  في سياق ثقافة الشرق الأوسط التي تعتبر آخر شخص يدخل للمكان هو الذي يقود المجموعة ويساعدهم، يمكن فهم ما حدث على أنه صراع لفرض الهيمنة وليس مجرد "تهذيب"! مرفق 14


مرفق رقم 14



محاولة اعادة برمجة العامة


في السنوات الأخيرة نجد أن بعض السياسين يقللون من أهمية لغة الجسد، بل يتعمد بعضهم إرسال رسائل تبين أنه لا يوليها أهمية ويتصرف حسب "سجيته" أي أنه أساسا خارج "اللعبة"، وأن رصد لغة الجسد يعتبر ميدان ضعيف لفهم موازين القوى. لكن المحللين لازالوا يعتمدون عليها في فهم السياسين وفي تصنيفهم، وأحيانا تعزز لغة الجسد التصور أو تنقضه . ومن الشخصيات السياسية التي عانت كثيرا من هذا الموضوع هو جورج بوش دبليو، إذ صنف على أنه من "أغبى" الرؤساء الذين مروا على الولايات المتحدة بسبب مواقفه و لغة جسده.

مرفق رقم 15





* الأمر قد يكون العكس مع مستخدمي اليد اليسرى
مصادر:
https://www.quora.com/How-good-are-politicians-at-hiding-body-language
http://www.businessinsider.com/how-to-get-out-of-a-dominating-handshake-2012-9


ليست هناك تعليقات: