لا أعتقد أني التقيت بفتاة تكره فيلم (ذهب مع الريح) , و إن وجدت هذه الفتاة أعتقد أن ذلك بسبب تفضيلها للرواية على الفيلم! و لا أعلم سر شعبية هذه القصة لكني أتصور أن لها علاقة بكونها تقدم علاقة معقدة ما بين شخصيتين مليئتين بالتناقضات, (فسكارلت) امرأة مغرورة لكنها في الوقت نفسه تحمل صفات طفولية, و (ريت) رجل عصامي لا يعترف بالقواعد المجتمعية مما أكسبه سمعة سيئة لكنه في الواقع أكثر نبلا مما نتصور! أضف إلى ذلك عنصري الغيرة و المكابرة بإدخال طرف ثالث في العلاقة و هو (أشلي) , و استخدم بيئة ملحمية كإطار زمني للقصة ... حينها ستحصل على التوليفة لواحدة من أنجح الروايات على مر التاريخ!
الشيء الذي قد يجهله البعض أن هنالك روايتين معتمدتين من أصحاب الحقوق الأدبية للرواية الأصلية: الأولى للروائية ألكزانرا ريبلي بعنوان (سكارلت) و قد أصدرت عام 1991 , و الأخرى للروائي دومالد ميكايج بعنوان (أناس ريت بتلر) و أصدرت عام 2007.
و كلا من الروايتن تبدآن من حيث انتهت الرواية الأولى , فبالرغم من صدور (سكارت) إلا أن ميكايج اختار تجاهلها و البدء من جديد , أي أنك تحصل على تكملتين للجزء الأول عوضا عن سلسلة مترابطة , و بالرغم من أن كلا من الجزئين انتقدا بشدة من قبل النقاد المحترفين إلا إني فضلت (سكارلت) على (أناس ريت بتلر) , و ذلك بسبب كون الأخير لم يحافظ على ملامح الشخصيات الأصلية , بينما قدمت سكارلت شيئا مشابها للشخصيات الأصلية لكنها بالغت كثيرا في الأحداث لدرجة يصعب بها التصديق, و هو أمر ممكن أن أتجاوزه بالمقارنه مع عدم المحافظة على الشخصيات الأصلية التي دفعتني لاقتناء الروايتين بالأساس !
و باختصار فإن الدور المحوري في رواية سكارلت يعود ( لمامي) - مربيتها- في لم شملها مع ريت لكن الأحداث تبدأ بالتعقيد بانتقال سكارلت للعيش في بيت ريت بيتلر بالرغم من ابدائه عدم الموافقة على ذلك. أما رواية ريت بتلر فتركز على وجهة نظره في الأحداث و تعود للوراء لحياة ريت ما قبل التقائه بسكارلت لنفهم سر شخصيته الغريبة.
إن كنت من محبي الرواية الأصلية سيخيب أملك قليلا لكن في النهاية لن تقاوم اقتنائهما , لا لشيء بل لقوة نهاية الرواية الأصلية ... (ذهب مع الريح).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق