الاثنين، 23 مايو 2016

عرض متاجر ميسيس للزهور 2016


إنه الجمال، محال أن نعيش من دون معانقة معانيه محال ، ليس لشيء سوى أننا كائنات حمقاء، نعم حمقاء، نحمل في قلوبنا أوتار، تتحدى وجودنا وتهمس لنا: هل للعيش دونه مجال؟ هل للحياة طعم أو لون ؟ هل يمكن للانسان أن يكون انسانا من دون فهم لغة الكمال؟ حسنا هاهي الحياة أمامنا، لنمعن النظر ونتدبر العالم لولا وجود.... الجمال! 

 قبل 5 سنوات تقريبا كتبت في هذه المدونة بوست بعنوان( فلوريوغرافي أو لغة الزهور) وتناولت فيه معاني الأزهار والورود المختلفة، امتنانا مني لتلك اللغة الكامنة والتي تنضح جمالا بطريقة تعبيرها غير اللغوية، حتى اعتمدها المحبون في تواصلهم، ولقدرتها على محاكاة طبيعة مشاعر الحب، كما ذكرت في نهايته عرض متاجر ميسي للورود، وأرفقت صورا ومقطع فيديو عن هذا الحدث الذي يتكرر كل عام في سلسلة متاجر ميسيس الشهيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، منذ عام 1975، ويستمر التقليد حتى يومنا هذا، إذ انتهى آخر العروض في شهر ابريل المنصرف، في 4 مدن أمريكية وهي: نيويورك - فيلاديلفيا- شيكاغو-مينابوليس- سان فرانسيسكو. 

شخصيا تابعت الحدث منذ عام 2013، وأعتقد أنه في ذلك العام قدمت أجمل اللوحات الفنية بواسطة الورود، ولربما يعود ذلك للمسة الوحي الهندي في تصميم اللوحات، فلا يخفى على متابعي المدونة بأني شخصيا أعتبر الثقافة الهندية من أغنى وأجمل الحضارات - للتجول ما بين صور عرض ميسيس للزهور 2013 اضغط هنا - أما بالنسبة لهذا العام، وبالرغم من بحثي على صفحات الإنترنت، فلم أجد العديد من الصور، وما وجدته لم يكن بجودة السنين السابقة، لكن يظل الابداع ابداعا، والجمال جمالا، والنفس تتجاوب فطريا مع ما يتسلل لها عبر العين للعقل، فالروح، وقد أدرك الغرب  ذلك مبكرا، ووظفه في تصميم وهندسة مدنه وحتى في تفاصيل الحياة اليومية لأفراده، فميسيس في نهاية اليوم هي "سلسلة متاجر للتسوق" لكن ادراكا منهم لمكامن النفس البشرية أدرجوا في روزنامتهم السنوية هذا الحدث الذي يحول تجربة التسوق من عمل روتيني إلى تجربة فريدة، فمن منا لا يود التجول عبر اللوحات الخيالية، التي تبدو لوهلة جزء من عالم الأحلام؟!

 لا شك بأنه هنالك في عمق عرض متاجر ميسيس تقبع الرأسمالية لكن السلاح المستخدم شريف في رأيي، فالجمال يخطف الأنظار، ويحول المسائل البسيطة إلى شيء ملح نوعا ما، بينما الأشياء الملحة الحقيقية، كدموع الأطفال، وتفشي الفساد، والأمراض الاجتماعية ...الخ لا يهتم بها أحد - إلا من رحم ربي - لأنها "حقيقية أكثر من اللازم"، ومع محاولات الاعلام "لفوتو شوب" هذه الأمور يمكن أن "يعصر" من المجتمع بعض الاهتمام، لكن بعض الصور الحزينة لا يمكنها مجاراة لوحة فنية خيالية! أما عن السبب فأعتقد أنه من المناسب استعارة أحد الأسطر من أغنية لملك البوب مايكل جاكسون* : 
" عندما يسألونك لماذا؟ قل لهم بأنها طبيعة بشرية" !!!


أترككم مع الصور من آخر عرض زهور لميسيس 2016 :)














ليست هناك تعليقات: