الوسط الديمقراطي هو قائمة طلابية في جامعة الكويت ، تتمتع بأسس و مبادئ واضحة ذات طابع ديمقراطي / مدني، و تعتبر القائمة الأقدم في تاريخ الجامعة. فمنذ تأسيس الوسط في ١٨ ديسمبر ١٩٧٤ اكتسح صناديق الاقتراع إذ سيطر على مقاعد الهيئة الادارية منذ عام ١٩٧٥ إلى ١٩٧٩ ، و بالرغم من النجاحات المتفرقة في عدد من الكليات في السنوات التي تلت هذا النجاح لكن بشكل عام نلاحظ بأن شعبية الوسط تراجعت خصوصا في السنوات الأخيرة ، فما سبب ذلك؟
أعتقد أن هنالك سببان للمشكلة ، الأول يتعلق بادارة القائمة و الآخر يتعلق بالمبادئ التي تنادي بها. أما عن الشق الأول الفني فنجد أن قيادي الوسط من الناحية الكم آخذة بالتنازل مما يؤثر على التنسيق و التنظيم ووضع الخطط الاعلامية ، و هذا الامر بطبيعة الحال انعكس سلبا على صناديق الاقتراع ، و ذلك يقودنا للمشكلة الثانية و الاساسية و هي المبادئ! فالقائمة تنادي بالعدالة و حرية الرأي و المساواة و رفض العنصرية و جميع أنواع التعصب و هي مبادئ تعكس في جوهرها الأيدولوجية الليبرالية الموصومة بالعار أساسا في المجتمع الكويتي ، فالليبرالية في العقلية الكويتية ترادف معنى "الانحلال الأخلاقي" لذلك نرى الطلاب يتحرجون من التوجه لهذه القائمة و يفضلون قوائم مبهمه أكثر أو متسقه مع التيار الكويتي التقليدي الديني السني المحافظ.
إذا مبادئ الوسط مقرونة بمعطيات المجتمع الكويتي الحالي تفسر سبب عدم شعبيته ، و لكن ماذا عن القلة التي تتجاوز التحرج و تتجه للوسط؟ في رأيي فان ذلك دليل وعي و ادراك بأن الليبرالية ليست مرادفة للإنحلال الأخلاقي ، فأن تكون حرا لا يعني أن تتجرد من الأخلاق و لا تعني الفوضى، فمحاسبة الذات و الشعور بالمسؤولية سمة المجتمعات الحرة أما محاسبة الغير ممثلة بجهة معينة فلم و لن تفرز مجتمعات ذات أخلاق عالية، كما أن الوسطي أدرك بأن الواضح أفضل من المبهم الذي يساير و لا يسمي الأشياء بأسمائها كحيلة منه أو كالتفاف على الواقع لأن في النهاية إذا تشابه السلوك ما تبرير انشاء قائمة جديدة ؟! أما القائمة المبنية على طائفة دينية لا تتناسب مع طبيعة الحياة الأكاديمية و هو أمر لا يخشى الوسطي من اقراره و تحمل نظرة المجتمع السلبية له فهو يقول ما يراه حق و من هنا أتى شعار القائمة "شعلة الحق" و لذلك أحترم كل وسطي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق