الجمعة، 26 أغسطس 2011

فلوريوغرافي أو ... لغة الزهور

كم أتمنى أن يكون مصطلح ( الربيع العربي) يطابق ما يحدث الآن في بعض الدول العربية الشقيقة , فلا يوجد شيء أجمل من أن تبدأ صفحة جديدة , بتطلعات جديدة , خصوصا إذا كان الماضي مليء بلغة التخويف و الترهيب و الكراهية , كم هو جميل لو تمكن المواطن العربي من نسيان هذه اللغة وكم جميل أن تسمح له الظروف بأن يتحدث لغة جديدة , لغة واثقة , متسقة الأفكار و المعاني ... تشعرنا بأن الحياة و إن شابتها الظلال السوداء فهنالك دوما جانب من الجمال الذي يلامس الروح , ينفض عنا غبار الماضي و يشعل بداخلنا الرغبة بالعيش الكريم .... 

لقد بحثت عن أجمل اللغات التي يمكننا أن نتعلمها و التي تترجم جمال الحياة و روعتها , لغة تحاكي مصطلح " الربيع العربي"  , و متطرفة في التناقض مع اللغة التي سادت في الماضي , قادرة على خرق كل الحواجز و الإختلافات لتصل لكل روح انسانية , فلم أجد أجمل من لغة الزهور و الأقدر على التسلل لنفوسنا من دون تكلف , فبألوانها تتحدث , و بأشكالها ترسل رسائل خفية , عرفت على أنها وسيلة إتصال بين البشر في العهد الفيكتوري , و إلى اليوم تعتبر اللغة الأجمل و الأبسط لترجمة ما تعجز الكلمات عن ايصاله ...

و الجدير بالذكر أنها تختلف بإختلاف المناطق الجغرافية لكننا سنتناولها بشكلها الكلاسيكي  .... لعل و عسى أن نتقنها في العالم العربي ....





الغافث : Agrimony
" الإمتنان"


البروق : Asphodel
"أسفي يتبعك للقبر"


طلح : Acacia
ترمز "لحب مكتوم"


زهرة اللوز : Almond
"وعد" 


قرنفل (وردي )pink Carnation
" حب امرأة أو حب أم " 
"لن أنساك ما حييت"
" أفكر فيك دوما" 


قرنفل (مخطط أو مقلم) : Carnation striped
" رفض "



البنفسج ( بيضاء ) Violet white
" التواضع" 




الزنبق البيضاء : lily 
" النقاء" 
" وجودي معكم يشعرني بأني بالجنة" 



الأمارلس : amaryllis
" الكبرياء"






وردة (لون بنفسجي) lavender (violet) rose
" حب من أول نظرة" 

و المفضلة لدي :



gerbera daisy


" البراءة "
" الصداقة "
" الجمال الكلاسيكي " 
" البهجة " 




بالمناسبة متاجر مايسي المعروفة في الولايات المتحدة تحرص كل عام على أن تقدم عرض جميل جدا للزهور بقالب إبداعي , أتمنى أن أرى شيء شبيه لها في بلادنا العربية 

هذه بعض الصور من العروض القديمة و مقطع فيديو لعرض 2011 




2008 - عرض الزهور مايسي


 2009 عرض الزهور مايسي




عرض الزهور : مايسي 2011 





مصادر المعلومات : 












الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

النظر للوراء , و الطوبائية الأخيرة





تعد رواية إدوارد بيلامي ( النظر للوراء ) من النصوص الطوبائية القليلة التي ساعدت في خلق حركات سياسية سريعة  بعد صدورها , فلقد أثرت هذه الرواية على  الكثير , و من ضمنهم مفكرين و أدباء , و كما تأثرت الأفكار الماركسية بهذه الرواية  .

القصة تدور حول جوليان الذي ذهب للنوم ذات ليلة في بوستن عام 1887 ليصحو ثاني يوم ليجد نفسه في عام 2000 ولكنه يظل شابا يافعا يتفحص التغيرات التي طرأت على مدينته , و إذا بالعالم أصبح طوبائيا , فتختفي كل المشاكل و يعيش الإنسان في عالم من المساواة و العدل.  

 لقد نال كتابه العديد من الإنتقادات لأنه و ببساطه ملامح العالم المثالي تختلف في تصوراتنا , فما تراه عالم مثالي قد أجده جحيم على الأرض , لكن هنالك من يدعي اليوم بأن التجربة الإنسانية أثبتت بأن حقوق الإنسان هي آخر شكل من أشكال الطوبائية , و اسمه سمويل ميون و لقد ألف كتاب حول وجهة نظره تحت عنوان ( الطوبائية الأخيرة : حقوق الإنسان في التاريخ)


- للإطلاع على مراجعة للكتاب باللغة الإنجليزية يرجى الضغط هنا : http://www.nytimes.com/2010/09/26/books/review/Cooper-t.html

شخصيا أعتقد الهدف من فكرة الطوبائية هو دفع الإنسان لنيلها و ليس تحقيقها , فلقد حاولت أن أتخيل نفسي بطلة قصة " النظر للوراء" و اني استيقظت في 2050 على ملامح عالم مثالي يحترم كرامتي و يسير وفق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان , و بينما لم أستطع أن أقنع نفسي بإمكانية حدوث ذلك , وجدت نفسي أستمتع بصورة العالم الجديد الذي يحترم الكرامة الإنسانية الذي أوجدته مخيلتي , و هذا الأمر بحد ذاته مكنني من الموازنة ما بين معطيات الواقع و سلوكي  , ففي كل مرة أصادف ملامح صورتي المثالية في أي سلوك أو عمل أقبل عليه فرحة لأن دفء الفكرة ووهجها كافي لأعطيها كل ما أملك بالرغم من اقتناعي بعدم إمكانية إجادها بالشكل الكامل.


للإطلاع على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان باللغة العربية يرجى الضغط على هذا الرابط : http://www.un.org/ar/documents/udhr/

في ختام البوست أترككم مع اغنية " يوتوبيا" لألانيس موريس




السبت، 6 أغسطس 2011

1+1-2=0 , 1-1=0





في الآونة الأخيرة انتشر تعبير (الفزاعة الإسلامية) كمحاولة من قبل فئة اسلامية معتدلة الطرح و صغيرة ترغب بتغيير الفكرة السلبية السائدة عن الإسلام في االعالم خصوصا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر , فالمنطق الذي يستندون إليه هو أن الإسلام الحقيقي سمح و أن بعض التصرفات الهوجاء من قبل المتطرفين لا تعكس جوهر الإسلام الحقيقي , لذا لا تستمعوا لمن أراد تخويفكم من الإسلام بهدف خدمة مصالحه الشخصية . 

 شخصيا ليس لدي أدنى إشكال مع هذا المنطق و أعتبر جوهره سليم  لكن هنالك جزئية تم إغفالها ولو وضعت في الصورة لهدمت الحجة السابقة.

 لأوضح أكثرك: لنفرض جدلا بأن أغلب المسلمين متسامحين فعلا في الواقع , و أن الصورة المصدرة للغرب ليست صحيحة , فلماذا يلتزمون الصمت ؟ لماذا لا يترجم العدد إلى قوة ؟ الإجابة على هذا السؤال هو ما سيجعلنا نفهم الواقع : 

أغلب المسلمين ينتمون لدول العالم الثالث , و أغلب دول العالم الثالث تنتشر فيه مشاكل الاجتماعية و السياسية و الإقتصادية و الثقافية , لذا فإن أغلب المسمين فعلا متسامحين و بسطاء و أنقياء و مغلوب على أمرهم أيضا , لكن المستغل الأكبر لهم ليس النظام السياسي بل جهلهم الذي يجعلهم فريسة أمام رجل الدين لأن الرجل البسيط ممكن أن يتمرد على السلطه لكنه لن يتمرد على رجل الدين و ممكن أن يسلمه رقبته بكل طيبة خاطر , نفوذ رجال الدين أقوى من نفوذ السلطة السياسية و قوة " الفتوى الدينية " أقوى من أي وسيلة تعبئة سياسية و هنا تتحول الجماهير الغفيرة المعتدلة في إسلامها في الحياة اليومية لتتبنى السلوك السياسي الذي يترجم رؤية رجل الدين و هذا التفسير المنطقي للتناقض ما بين كون الإنسان يعيش حياة عادية و ممكن أنه يكون بعيد عن الدين لكن صناديق الإقتراع تترجم رؤى دينية متشدده .

إذا النتيجة واحدة للمعادلتين 1+1-2= 0 مسلم معتدل + جهل - رجل دين متشدد = جموع إسلامية تعكس صورة مشوه للإسلام , مسلمون متشددون + أعداد كبيرة = جموع إسلامية تعكس صورة مشوه للإسلام   1-1=0  ! لكن الحقيقة أقرب للمعادلة رقم 1 , و أنوه بأن ذلك لا يعني بأنه لا يوجد فئة معتدله و غير خاضعه لنفوذ رجال الدين لكنهم فئة صغيرة و أعتقد أن أغلبهم من النخبة .

الحل لهذا الواقع من وجهة نظري المتواضعه هو برفع درجة الوعي و بوضع خطه تربوية واضحة تعالج منظومة القيم التي تكرس مبدأ النقل على إعمال العقل.