في الآونة الأخيرة انتشر تعبير (الفزاعة الإسلامية) كمحاولة من قبل فئة اسلامية معتدلة الطرح و صغيرة ترغب بتغيير الفكرة السلبية السائدة عن الإسلام في االعالم خصوصا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر , فالمنطق الذي يستندون إليه هو أن الإسلام الحقيقي سمح و أن بعض التصرفات الهوجاء من قبل المتطرفين لا تعكس جوهر الإسلام الحقيقي , لذا لا تستمعوا لمن أراد تخويفكم من الإسلام بهدف خدمة مصالحه الشخصية .
شخصيا ليس لدي أدنى إشكال مع هذا المنطق و أعتبر جوهره سليم لكن هنالك جزئية تم إغفالها ولو وضعت في الصورة لهدمت الحجة السابقة.
لأوضح أكثرك: لنفرض جدلا بأن أغلب المسلمين متسامحين فعلا في الواقع , و أن الصورة المصدرة للغرب ليست صحيحة , فلماذا يلتزمون الصمت ؟ لماذا لا يترجم العدد إلى قوة ؟ الإجابة على هذا السؤال هو ما سيجعلنا نفهم الواقع :
أغلب المسلمين ينتمون لدول العالم الثالث , و أغلب دول العالم الثالث تنتشر فيه مشاكل الاجتماعية و السياسية و الإقتصادية و الثقافية , لذا فإن أغلب المسمين فعلا متسامحين و بسطاء و أنقياء و مغلوب على أمرهم أيضا , لكن المستغل الأكبر لهم ليس النظام السياسي بل جهلهم الذي يجعلهم فريسة أمام رجل الدين لأن الرجل البسيط ممكن أن يتمرد على السلطه لكنه لن يتمرد على رجل الدين و ممكن أن يسلمه رقبته بكل طيبة خاطر , نفوذ رجال الدين أقوى من نفوذ السلطة السياسية و قوة " الفتوى الدينية " أقوى من أي وسيلة تعبئة سياسية و هنا تتحول الجماهير الغفيرة المعتدلة في إسلامها في الحياة اليومية لتتبنى السلوك السياسي الذي يترجم رؤية رجل الدين و هذا التفسير المنطقي للتناقض ما بين كون الإنسان يعيش حياة عادية و ممكن أنه يكون بعيد عن الدين لكن صناديق الإقتراع تترجم رؤى دينية متشدده .
إذا النتيجة واحدة للمعادلتين 1+1-2= 0 مسلم معتدل + جهل - رجل دين متشدد = جموع إسلامية تعكس صورة مشوه للإسلام , مسلمون متشددون + أعداد كبيرة = جموع إسلامية تعكس صورة مشوه للإسلام 1-1=0 ! لكن الحقيقة أقرب للمعادلة رقم 1 , و أنوه بأن ذلك لا يعني بأنه لا يوجد فئة معتدله و غير خاضعه لنفوذ رجال الدين لكنهم فئة صغيرة و أعتقد أن أغلبهم من النخبة .
الحل لهذا الواقع من وجهة نظري المتواضعه هو برفع درجة الوعي و بوضع خطه تربوية واضحة تعالج منظومة القيم التي تكرس مبدأ النقل على إعمال العقل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق