كنت مستقرة، وكان كل مافي كياني نائم في أمان، وكنت أحتضن ابني متى أردت، واعتقدت أني أحببت زوجي، نعم اعتقدت! لكن انقلب كل شيء في حياتي بعد أن التقيت "به"، أحسست وكأن كل مافيَ استيقظ مرة واحدة وبدأ يعيد تعريفي، لم أعد أنا أو أنا لم أكن وأصبحت أنا، لا أعلم، وفي نهاية المطاف رأيت سحب الدخان تتشكل وتكتب: كنت أحتضن ابني متى أردت، واعتقدت اني أحببت زوجي، نعم اعتقدت!
يعد كاتب الرواية ليو تولستوي من عمالقة الأدب العالمي والروسي، وتعد هذه الرواية إلى جانب روايته (الحرب والسلام) من الأدب الإنساني الخالد، وإلى الآن يتم طباعتها ونشرها، كما تم تبنيها من قبل صناع السينما العالمية قديما وحديثا، فآخر فيلم تناولها كان في 2012 بنفس العنوان، ولعبت دور البطولة كيرا نايتلي، كما أن السينما العربية في أيامها الذهبية أيضا صنعت فيلما مبني على الرواية -لكن بتحوير- وهو فيلم ( نهر الحب) من بطولة فاتن حمامه وعمر الشريف.
أعتقد بأن قصة آنا ليست بعيدة عنا بالرغم من حواجز الثقافة والتاريخ واللغة ..إلخ فهي امرأة متزوجة زواج "ممتاز" حسب التوقعات المجتمعية، أي أن زوجها سيد مرموق وغني، مستقر، دمث الأخلاق، ويحبها! كما يجمع بينهما ابن، وبهذا تكون امتلكت "الحياة المثالية" في نظر المجمع، وحتى هي نفسها كانت تعتقد بأن حياتها لا يمكن أن تصبح أفضل مما هي عليه، لكن تتبدل الأمور وتبرز الأسئلة على السطح مع زيارتها لشقيقها، لتحل له المشكلة التي حدثت بينه وبين زوجته جراء خيانته لها، فهنا تتعرف على شخص "يفقدها صوابها"، وتبدأ رحلة عذاب آنا مع مقاومة مشاعرها، واخفاء نفورها من زوجها مقابل انجذابها لذلك الشخص المجهول الذي يتوقد كشعلة الحياة في عينها، ومعظم النساء في هذه الحاله يكبتن أو يتجاهلن مشاعرهن، أو يستعن بالحيل العقلية لتمر المشاعر مرور الكرام، فالمهم ليست المشاعر بل البيت، الابن، الاستقرار، ونمط الحياة "الممتاز"!!!
لن أكشف عن خيار آنا لكن حسبي أن ما بيننا آنات مستترات، أي شعور يطرق بابها تسميه "نزوة"، بالرغم من أن هنالك من يقول "إذا أحببت شخصين في وقت واحد فاختر الثاني، لأنك لو كنت تحب الشخص الأول فعلا، لما أحببت الشخص الثاني"* فالشعور هو الأصل في بناء العلاقات، لكن في المقابل يقال بأن المشاعر تتبدل، وأنه "عندما يدخل الفقر من الباب، يخرج الحب من الشباك" وعليه، ومع التشديد من قبل المجتمع في تحديد شكل "الأسرة المثالية"، كيف تثق بكلمة "أحبك"؟ وهل من "الحب" أن تفعل كل ما في طاقتك لتقنع شخص بأنك تحبه إلى أن تصدق كذبتك؟ إقرارك بينك وبين نفسك بأن مشاعرك هربت إلى "الشخص الخطأ" هل يعد منصفا لك وله؟ هل على الإنسان أن يذعن لمشاعره وينسف كل شيء من أجل المشاعر؟ أم أن الحياة ممكنة بل وأفضل عن طريق "تهذيب وتلفيق" المشاعر؟ هل تتخلى عن حبك؟ أو تتخلى عن كل شيء في سبيل حبك؟ هذا السؤال!
أعتقد أن أغلبنا يعرف قصة أنجلينا وبراد بيت، وكيف أنهما صدما العالم باعلان حبهما بينما كان براد بيت متزوجا! وكانت زوجته من نفس الوسط الفني الذي تنتمي له أنجلينا، وموقفهما هذا يذكرني بموقف آنا، فهما ضحيا بكل شيء: سمعتهما، الاستقرار، حب الناس واحترامهم ...الخ واشتريا بعض ! ولازالت علاقتهما مستمرة، وتبدو قوية بالرغم من كل الظروف !
لكن كما سبق وأن أوردت لن أكشف عن خيار آنا وعن مصيرها، ذلك لأني دائما في تعاملي مع مراجعاتي للروايات احاول أن أكشف جزء كافيا لأن أثير الاهتمام، وأبقي الجزء الآخر للقارئ حتى لا أحرمه من متعة الرواية، وأنوه إلى أن الرواية دائما تختلف عن الفيلم السينمائي، لكن ما سأقوله هو أن الواقع أحيانا قد يكشف عن نهايات وردية، بينما ينتهي الخيال عن مواقف "واقعية"، فلا قواعد ثابته للعلاقات والحب في الحياة.
*بعض المواقع على الإنترنت تنسب المقولة لجوني ديب.
ما بال آنَا؟
الحب أو كل شيء ؟!؟
لن أكشف عن خيار آنا لكن حسبي أن ما بيننا آنات مستترات، أي شعور يطرق بابها تسميه "نزوة"، بالرغم من أن هنالك من يقول "إذا أحببت شخصين في وقت واحد فاختر الثاني، لأنك لو كنت تحب الشخص الأول فعلا، لما أحببت الشخص الثاني"* فالشعور هو الأصل في بناء العلاقات، لكن في المقابل يقال بأن المشاعر تتبدل، وأنه "عندما يدخل الفقر من الباب، يخرج الحب من الشباك" وعليه، ومع التشديد من قبل المجتمع في تحديد شكل "الأسرة المثالية"، كيف تثق بكلمة "أحبك"؟ وهل من "الحب" أن تفعل كل ما في طاقتك لتقنع شخص بأنك تحبه إلى أن تصدق كذبتك؟ إقرارك بينك وبين نفسك بأن مشاعرك هربت إلى "الشخص الخطأ" هل يعد منصفا لك وله؟ هل على الإنسان أن يذعن لمشاعره وينسف كل شيء من أجل المشاعر؟ أم أن الحياة ممكنة بل وأفضل عن طريق "تهذيب وتلفيق" المشاعر؟ هل تتخلى عن حبك؟ أو تتخلى عن كل شيء في سبيل حبك؟ هذا السؤال!
الواقع x الرواية:
أنجلينا وبراد x آنا
لكن كما سبق وأن أوردت لن أكشف عن خيار آنا وعن مصيرها، ذلك لأني دائما في تعاملي مع مراجعاتي للروايات احاول أن أكشف جزء كافيا لأن أثير الاهتمام، وأبقي الجزء الآخر للقارئ حتى لا أحرمه من متعة الرواية، وأنوه إلى أن الرواية دائما تختلف عن الفيلم السينمائي، لكن ما سأقوله هو أن الواقع أحيانا قد يكشف عن نهايات وردية، بينما ينتهي الخيال عن مواقف "واقعية"، فلا قواعد ثابته للعلاقات والحب في الحياة.
*بعض المواقع على الإنترنت تنسب المقولة لجوني ديب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق