الفن
أعتقد
أن حب الفن فطرة سليمة، فالفن هو ترجمة أو تجسيد مبدع لرحلات الانسان الداخلية
والخارجية بواسطة الجسد و الصوت والأنامل، لذلك نجد أن العمل الفني قادر على
التسلل والإنسياب عبر آلاف العيون، بل وقادر على الاتصال بكم هائل من الأرواح، ويمكن
القول بأن "سر الفن" أنه يحمل شيئا من الفكر، والاحساس، والروح، لكن
الفن سلاح ذو حدين، فاللوحة أو الأغنية التي تنسج لأغراض "تجارية" أو
مجرد تقليد خاو، يمكنها أن
تسمم نظرتنا لأنفسنا ولبعضنا، وتفسد قيم الجمال في المجتمع، وتساهم في خلق مجتمع
بليد، لأن الفن هو مرآة لما هو مرئي وغير مرئي فينا وحولنا، وهي قدرة يتمتع
بها بعضنا، فإن كان أمينا ومخلصا لذاته، خلد هو وفنه في التاريخ، أما إن لم يكن
ستتفرع الحكاية، ومن المحتمل أن نصل لسؤال "البيضة والدجاجة".
الفنان
التاريخ
الانساني يزخر بأسماء فنانين سبقوا عصرهم، وتركوا بصمتهم، في جميع المجالات، حملوا
المعاول، والفرش، و الأقلام، وافترشوا الأرض، وأطلقوا العنان لجوارحهم وقلوبهم،
تسرح وتمرح، وتجسد، ومن أنواع الفنون طبعا الرسم، ومن الأسماء التي أحبها:
سيلفادور دالي- فريدا-غوستاف كليمت- و بابلو بيكاسو! وفي يوم 14 ستبمر 2016، وبعد
طول انتظار وأمل، زرت كلا من : المبنى الذي ولد فيه بابلو بيكاسو في مالقا و متحف
بيكاسو في ملقا، وهما قريبان من بعض بحيث يمكن للزائر أن يتنقل بين الاثنان مشيا
على الأقدام!
المبنى
الذي ولد فيه بيكاسو
لقد
زرنا المبنى الذي ولد فيه بيكاسو قبل المتحف، وأنصح الذين ينوون زيارة المكانين أن
يتبعوا نفس الترتيب وذلك لأن الأول صغير ويمكن الانتهاء منه بوقت بسيط بينما
يمكنكم التجول والامعان في لوحات بيكاسو الأصلية في المتحف، وأول شيء تشاهدونه عند
وصولكم للمنطقة التي تحتوي على المبنى هو حديقة يجلس فيها نصب لبيكاسو، ممسك بدفتر
و أداة رسم، و لك أن تتخيل طابور السياح الذين جاؤوا لأخذ "سيلفي" مع
أيقونة الرسم التكعيبي، والرائد في زمانه، وقد وقفت أنا وأختي بالطابور وظفرنا
ببعض "صور السيلفي" -صورة رقم (1)- والتي ستكون إلى جانب صورة عند مدخل
متحف بيكاسو الصور الوحيدة التي أخذناها، إذ أن التصوير في كلا من المبنى والمتحف
ممنوع.
كما
هو واضح في -الصورة رقم (2)- يقع خلف نصب بيكاسو المبنى الذي ولد فيه، وقد تحول
لمتحف صغير، عند دخولك المكان تجد شباك التذاكر على اليسار - عبارة عن مكتب صغير-
وأمامه باب يؤدي إلى قاعة مستطيلة صغيرة تضم بعض السكتشات التي قام بها بيكاسو،
وإلى جانب الباب غرفة صغيرة جدا لا باب لها تحتوي على محل للتذكارات، ثم الدرج
الذي يقابل باب الدخول الرئيسي ومنه تنتقل للدور الأول، وتجدر الاشارة إلى أن ثمن
التذاكر يشمل جهازا سمعيا يعمل كمرشد سياحي، وعليه تتبعنى الأرقام، وعندما صعدنا
الدرج اتجهنا لليسار حيث كانت أول غرفة تضم صورا لوالديه و ملابس بيكاسو الطفل،
وتحدث الجهاز عن أم بيكاسو وقوة شخصيتها، وكيف أنه ورث ذلك عن أمه إلى جانب
سمرتها.
كذلك
على جدار الغرفة من الخارج كان هنالك صورا للعائلة تضم احدى أخوات بيكاسو التي
توفت بسن صغيرة، وقد تأثر بيكاسو في هذا الحدث كثيرا، وأسمى احدى بناته لاحقا على
اسم اخته المتوفاة. وعند التنقل بين بقية الغرف التي كانت جميعها صغيرة - بدرجات
متفاوته- تجد من ضمن المحتويات: مائدة طعام و بعض المقتنيات الخاصة
بالعائلة، وأدوات رسم تخص بيكاسو، أما عن أكثر شي أعجبني فهو رداء بيكاسو الاسباني
التقليدي - the
spanish cloak - بلونيه الأسود والأحمر، معروض على مينكان، وإلى جانبه صورة
لبيكاسو وهو يرتديه.
صورة رقم (1) بيكاسو وأنا |
صورة رقم (2) : بيكاسو أمام البيت الذي ولد فيه |
متحف بيكاسو
في ثنايا قصر بوينا فيستا - Palacio de Buenavista
- الذي بني في القرن السادس عشر في ملقا، وفي عام 2003 ،
تم افتتاح متحف بيكاسو ليعرض بعض أعماله في مدينته الأم، وفي -الصورة رقم (3) -
أقف أمام حائط القصر، وتحت اليافطة الخاصة بالمتحف، ولكم تمنيت لو كان التصوير
مسموحا في الداخل لأشارك قرائي الأعزاء ما أعجبني من اللوحات المعروضة، لكن للأسف
كما ذكرت فإن التصوير ممنوع، لكني جمعت بعض من صور اللوحات التي أحببتها بواسطة
محرك البحث قوقل.
صورة رقم (3) - متحف بيكاسو |
اللوحات التي أعجبتي
صورة رقم (4) امرأة مع ذراعان مرفوعتان 1936 - Pablo Picasso Woman with arms raised |
صورة رقم (5) : جاكلين جالسة 1952 |
صورة رقم (6): أولغا خوخلوفا ترتدي المانتيلا 1917 |
صورة رقم (7) : فارس مع سيف 1972 |
التفاصيل والألوان في اللوحة أشعرتني بأني أنظر لمحارب من الهنود الحمر أو من الشعوب الأصلية، لذلك علقت في ذاكرتي.
أخيرا أشجع من ينوي الذهاب على التوقف في مكتبة/محل التذكارات في المتحف، لاحتوائه على كتب وتذكارات غاية في الروعة.