شيطان في مطار نغوراه راي |
الخطوط العريضة
الظلام يزيد من وهج القمر |
1- الخط الأول: على عكس غالبية السكان في أندونيسيا فإن الأغلبية في جزيرة بالي يدينون بالديانة أو الفلسفة الهندوسية، وهم متصلون بجانبهم الروحي بشكل كبير.
2- الخط الثاني: المصدر الأول للدخل في الجزيرة يأتي من قطاع "السياحة"، ونستنتج من ذلك أن شعب بالي محترف في التعامل مع السواح.
3- الخط الثالث : عام 2002 شكل ضربه كبيرة للجزيرة بسبب أحداث ارهابية.
4-الخط الرابع: هنالك نوع من التعايش ما بين الطبيعة والانسان - هارموني.
في نهاية الرحلة شكرت السائق وسألته عن كيفية قول(إلى اللقاء) أو (مع السلامة) في لغتهم المحلية، وأجاب بجملة -انتهى في المطاف بأن أستخدمها للدلالة على شيء آخر غير معناها- وهي : أوم سانتي سانتي سانتي أوم um santi santi santi um .
التعارف
قبل هذه النقطة من الرحلة شكلت تصورا عن الجزيرة، لكن لا شيء يشبه اللقاء في حضرة الشمس الباهرة، إذ تحولت المساحات الداكنة التي كنت أراها من شرفة المنتجع إلى وادٍ عميق متشابك الأغصان، الضباب يحتضن بعض المرتفعات التي تحيطه، ومن جوفه تنطلق مختلف الأصوات معلنة "هنا حياة"! ولمدة 9 أيام اصغيت لتلك الحياة، وبالرغم من الخوف الذي اعتراني أحيانا، خصوصا عندما سمعت التحذير الآتي عند باب معبد مشهور: " سيداتي، آنساتي، سادتي، أرجو عدم ارتداء الحلي اللماعة أو النظارات الشمسية لأن ذلك قد يغوي القردة بسرقتها، والرجاء التمسك بحقيبة اليد جيدا" لكن ذلك لم يفسد علي الرحلة بل أضاف لها شيء من الإثارة، و قد زادت مستويات الإثارة في رحلتي السفاري وامتطاء الفيل، و قابل ذلك زيادة طردية في تلون الحياة الماثلة أمامي أكثر وأكثر، إذ سار الفيل في الأدغال، ما بين الأشجار والحشائش، عبر طريق يحفظه عن ظهر قلب، و للحفاظ على هدوء أعصابه يوضع الأكل للفيل على مسافات معينة من الطريق، كما أن المدرب والطاقم المشرف على حديقة الفيل يبدو أنهم محترفون في التعامل مع كلً من الفيل والسواح.
نمر قريب |
ثمرة الكاكاو |
مزرعة قهوة الليواك |
جبل أغونغ |
كذلك مررنا بمزارع الأرز و زرنا بعض المعابد، ومعرضا للفنون، والمحيط، والأسواق الشعبية والحرفية، وحضرنا 3 عروض مسرحية، أجملها كان في مسرح السفاري واسمه أغونغ شو ، وأغربها كان عرض في معبد إلوواتو uluwatu ، إذ استمرت فرقة في اصدار اصوات غريبة طوال فترة العرض ، أما الثالث فهو عرض رقصة البارونغ الشهيرة في بالي.
عرض معبد إلوواتو |
رقصة البارونغ ( البارونغ هو كائن خرافي يشبه الأسد وهو الحارس للخير وعدو الرانغدا وهي أم الشرور في العالم) |
الخطوط الدقيقة
حارس المعبد |
الآن لنلاحظ ترجمة الإيمان في واقع الحياة في الجزيرة، وتحديدا في قرية أوبد - ubud- حيث لكل بيت معبد ملحق به، مليء بالتماثيل والقرابين، ومبني حسب التعاليم الهندوسية التي تقضي باستخدام مقاسات صاحب البيت لهندسة البيت! وأمام كل معبد عامود عالي الارتفاع، ينحني حتى يصل لمستوى طول الانسان تقريبا، ويوضع في نهاية الانحناء صندوق يحتوي على قرابين مختلفة، وفي داخل كل معبد هنالك قسم يحتفظون فيه برماد أقاربهم الموتى، وقسم لتمثال يرمز للإله الذي يختاره صاحب المنزل، فالديانة الهندوسية تعد أقدم الديانات التي لاتزال تمارس حاليا، وهي تشبه إلى حد كبير الديانات القديمة، التي سادت بلاد الرافدين، ومصر الفرعونية، واليونان، فهنالك إله للحظ، وآخر للحب والجمال ...إلخ وكل منهم له شكل مميز، بعضهم شرير، وبعضهم طيب، وبعضهم لديه أجزاء من أجسام حيوانات، لكن هنالك إله واحد خالق، بالنسبة لهم واسمه براهما ، ويشكل هو مع فيشنو - الاله المحافظ والحامي و شيفا- إله الدمار ، ثلاثي الإلهة العظام.
في معبد tirta empul للمياة المقدسة |
و في معبد تيرتا إيمبول نجد عددا كبيرا من السكان المحليين والسواح الذين ينتظرون دورهم للسباحة تحت منفذ مياه مقدس، كل حسب حاجته، فمن أراد الحظ يقف أمام المنفذ هذا، ومن أراد الصحة يقف أمام ذاك، وهكذا. والجدير بالذكر أنه لا يسمح لأي شخص بأن يدخل لمعبد في الجزيرة من دون تغطية ساقه، خصوصا المرأة، وهم يوفرون زيا شعبيا للسواح لارتدائه داخل المعبد.
الخلاصة
هل لأنها تشبه الماضي ببساطته الأخاذه؟ هل لأنها تمتلك طبيعة ساحرة؟ هل هي الفلسفة والمعتقد الغني؟ أهي الألوان أم الأصوات؟ أم الرغبة الدفينة فينا للخلاص من رتابة الحياة؟ هل هو الطاقم السياحي المحترف؟ لا أعلم لماذا البعض يطلق عليها "الجنة على الأرض"، كل ما أعرفه أن بالي تعد من أكثر الوجهات شعبية للسفر، واني شخصيا لن أنسى ذكرياتي عليها ما حييت.
حقول الأرز |
* bali sekala & niskala, Fred B.Eseman,page3