السبت، 15 أكتوبر 2016

ثقافة سياسة : مصطلح الدولة الريعية





كما سبق وأن ذكرت في مقالات سابقة فإنه من ضمن أهدافي من النشر على هذه المدونة هو التعريف بالثقافة السياسة والمصطلحات المستخدمة في السياسة، وعليه أنشر هذا البوست اللذي يتناول مصطلح (الدولة الريعية) متمنية للقراء الأعزاء قراءة ممتعة ومفيدة 


الدولة الريعية :


 إن أول من استخدم مصطلح ( الدولة الريعية - Rentier state) هو الباحث الإيراني حسين مهدوي، عام 1970، وقد استخدمها لوصف النموذج الايراني الذي اعتمد على الايرادات النفطية في اقتصاده بعد تأميم القطاع النفطي، وفي القرن العشرين أصبح المصطلح يستخدم في العلوم السياسية للدلالة على الدول التي تعتمد اقتصاداتها على الريع الخارجي، وقد قام الباحث جياكومو لوتشياني بتطويره واستخدامه في الخليج وربطه بالتطور الديموقراطي فيها لاحقا، وبالرغم من أنه مصطلح متداول في الأدبيات السياسة الأجنبية، إلا أني لا ألاحظ استخدامه من قبل الكتاب والمهتمين بالسياسة العرب،  فما هي خصائص الدولة الريعية؟ وما الاشكالية التي تعاني منها حسب تخصص العلوم السياسة؟ 

خصائص الدولة الريعية :
  • أهم خاصية هي: اعتماد الاقتصاد المحلي على الريع من الخارج بشكل كبير وبالتالي مامن حاجة لقطاع إنتاجي محلي قوي.
  • نسبة صغيرة من السكان مشاركة في عملية الحصول على الريع.
  • الحكومة هي المستفيد الأول من الريع.*1
نلاحظ أن الخصائص السابقة يمكن أن تستخدم لغربلة الدول وفق مصطلح "الدول الريعية"، وعليه فإن دول الخليج باعتمادها على ريع السلع النفطية بشكل أساسي في اقتصادياتها، يجعلها تقع تحت هذه الفئة، ولأن أغلب الدول الريعية نفطية، أصبح استخدام المصطلح مرتبط بها، لكن في الحقيقة فإن مجال استخدام المصطلح يشمل فئة أكبر من تلك الدول،على سبيل المثال اعتبرت أسبانيا دولة ريعية في نهاية القرن السادس عشر، إذ كانت تعتمد كليا على ذهب وفضة الأمريكتين، كذلك دولة الكنيسة الرومانية في السابع عشر والثامن عشر، والدول التي تعتمد على المساعدات الخارجية*2 

إشكالية الدولة الريعية 

الإشكالية تبدأ مع قدرة الدولة على أن تكون مكتفية ذاتيا، فالدولة الريعية دولة ضعيفة لأنها تعتمد في ميزانيتها على الآخرين بشكل أقرب إلى أن يجعلها عاجزة، فهي لا تنتج غذاءها ولا مستلزمات الحياة اليومية بنفسها، واقتصادها رهن الطلب والعرض، وصحيح أن تحقيق الاكتفاء الذاتي أمر صعب في عالمنا المعولم لكن الاعتماد الكبير على إيرادات الغير يمثل الطرف النقيض المتطرف والحرج من العملية، ويؤثر على الأمن والاستقرار في البلد. 

من ناحية أخرى فإن الاعتماد الكبيرعلى الريع الخارجي يقلل من الحافز للإنجاز والتقدم الديموقراطي والتنموي، ففي دولة الريع المواطن لا يدفع ضرائب عادة، لذلك لا يشعر بأن عليه واجب يقابله حق، وغياب هذا الميكانيزم يخلق حالة من عدم الاهتمام، لأن لا جهد يذكر يبذل للحصول على الريع، وبالمقابل الأموال تصل بسهولة، وعليه فإن الحافز والتوازن الضروري ما بين الحاجة والعمل يختفي، وذلك بدوره يسبب عرقلة لعملية التنمية والتطور الديموقراطي. 

ويعزو العديد من الباحثين في مجال العلوم السياسة عملية عرقلة التنمية إلى كون الدولة ريعية، مثل توماس فريدمان وفريد زكريا، إذ يرون أن الإيرادات النفطية أكبر عائق أمام تطور الدول وذلك لسهولة ضخه للخارج مما يقتل الجهد والابتكار والطموح لدى مواطني الدولة، فالثروة البشرية هي أساس أي تقدم وأي نهضة، حسب وجهة نظرهم، والمثال الذي يضرب دائما هي الصين وقدرتها على تحقيق معدلات تنمية كبيرة من خلال استثمارها في العنصر البشري. 

إذا هذا هو مصطلح "الدولة الريعية" وهذه هي الإشكالية التي تقف أمامها حسب وجهة نظر أصحاب حقل العلوم السياسية، إلا أن النقاش لايزال يتناول المصطلح، وقد وجدت مقالة تتناول دولة الكويت كدولة رعوية وتفضي إلى وجهة نظر تفيد إلى أن المصطلح يحتاج إلى تحديث، ويمكن للقارئ الكريم الدخول عليها من خلال الضغط (هنا) ليبني رأيه الخاص.





http://www.alayam.com/alayam/Variety/394409/News.html

1*https://en.wikipedia.org/wiki/Rentier_state 

2* http://www.uobabylon.edu.iq/uobColeges/ad_downloads/6_24326_446.pdf

الجمعة، 7 أكتوبر 2016

الأغنية : عالم صغير جدا جدا !


6 أكتوبر 2016
الساعة 9:30 ليلا
أحد الأماكن المخصصة لممارسة رياضة المشي في دولة الكويت 

حفرة يبدو أنها كانت تحوي نخلة، وحيدة، 
والقمر شاهد على وحدتها...
من بعيد تقبل علي امرأتان مغطاتان بالسواد، طويلتان، ونحيلتان 
 حتى كفيهما لا يبدوان! 
أحد عواميد النور يومض بشكل فوضوي متمرد
على عكس البقية من بني جنسه، المواضبين على النور...
أخيرا ملاهي الأطفال وصالة الأفراح...
أطوف بجانبهما، أتخيل الأصوات الصادرة عنهما...
لكني لا أسمع شيئا، 
فقد عزلت نفسي بأغنية...
أطلقت العنان لأفكاري، 
قلت: صحيح إننا لا نملك خيارا إلا أن نحب هذا العالم الصغير جدا...
فعلا لا شيء يمكنه انقاذنا سوى الحب! 
وسخرت مني احدى الأفكار قائلة: من أين جاءت هذه المثالية؟ 
أغمضت عيني
صعدت ما يشبه التل 
نظرت للأعلى 
ثم للأمام وقلت : " لا أعلم، ربما كانت الأغنية؟!"